الببغباوان الازرقان والملك

الببغاوان الازرقان والملك

في ما مضى، كان ببغاوان أزرقا الصّدر فتیان يعيشان في غابة أشجار العنب الأسود، وكان يعيش في جنوب الغابة ذاتها اربعمائة خارج على القانون، بينما كان يعيش في جنوبيها اربعمائة نبيل... في يوم، فيماكان الببغاوان يتعلمان على الطيران، هبت ريح عاتية حملت معها ببغاء أزرق منهما نحو قرية الخارجين على القانون في جنوبي الغابة، ربّى الخارجون على القانون الطائر وأسموه (القلب – القاتل)… أما الطائر الآخر، فقد حملته الريح نحو شجرة مغطاة بالورود، بالقرب من أديرة النبيل.
ربّي النبيل أيضا الطائر وأسموه (القلب – الوردة) .

في صباح يوم، خرج ملك هذه البلاد في رحلة صيد لقنص الغزلان، في غابة أشجار العنب الاسود، لم يطل الوقت حتى لمح الملك غزالا صغيراً جميلاً، لكن لسوء الحظ، وقبل أن يرميه بسهم، فرّ الغزال هارباً بلحمه ودمه .. حلّ الظهر، ولم يكن الملك قد عثر على الغزال بعد. وأخيرا، قرر العودة إلى قصره.


في طريق العودة، توقف الملك عند جدول قریب من قرية الخارجين على القانون. كان منهكا جدا حتى أنه نام تحت ظل شجرة.
في ذات الوقت نفسه، كان الخارجون على القانون على وشك مغادرة قريتهم، تاركين (القلب – القاتل) وطباخا لحماية القرية.. لما غادروا حتى طار (القلب – القاتل) تاركاً القرية ليمتع نفسه، فحدث أن رأي الملك نائما تحت تلك الشجرة.

طار الببغاء عائدا في الحال إلى القرية وأخبر الطباخ قائلا : رأيت الملك نائماً تحت شجرة قريبة من  الجدول، برفقة قائد العربة لاغير. يمكننا أن نقتله بسهولة جدا، وأن نحصل على كل ما يملك.. تتبع الطباخ الببغاء ذا الصدر الأزرق، لكنه عندما رأى الملك النائم، شعر بالتوتر والارتباك والحيرة، ولم تطاوعه نفسه على قتله… عندما رأى (القلب – القال) هذا المنضر، غضب وراح يسب الطباخ.

وبينما هما يتهاوشان، استيقظ الملك وسمع الجدال الحاصل بين الطباخ والببغاء، فاصابه القلق في الحال، وعرف أن المكان لم يعد امناً، فأمر سائقه بالانطلاق بعيدا. عندما رأى (القلب – القاتل) عربة الملك تنطلق بسرعة جدا صاح: ناد الخارجين على القانون، اتبع المللك واقتله!!! .. حين كان (القلب – القاتل) يصيح ، كان الملك قد وصل إلى أديرة النبلاء، في هذا الوقت، كان جميع الناس قد خرجوا لجلب الثمار في الغابة . وحده (القلب – الوردة) كان يحرس الأدور. وعندما راى الملك، خرج يحييه بأحسن  کلمات الترحيب، وقدم   الفواكه والماء اليه .

كان الملك سعيدا جدا للغاية من تصرف (القلب – الوردة)، وقال: هذا الببغاء ذو الصدر الأزرق أخلاقه عالية جدا، بينما الثاني نذل  وقاتل من اعماق قلبه... عند سماعه هذا الكلام، أخبر(القلب – الوودة) الملك أنه و(القلب – القاتل) أخوين. ولسوء الحظ، حملت الريح كلاهما إلى جهة مختلفة. وأنه في حين كان (القلب – القاتل) يكبر وسط الخارجين على القانون الأشرار، كان هو يكبر وسط النساك الصالحين. لذلك، كان لكل منهما صفاته الخاصه به.

في الوقت الذي كان ‘القلب – المقاتل) يتعلم كيف يخدع، ويسرق، ويقتل، كان (القلب – الوردة) يتعلم حقيقة الوجودية، وكيف يعيش عيشة سوية ، وأن يقوم فقط بالأعمال الحسنة في هذه الحياة. إضافة إلى هذا كله، قال للملك: لو أن الأسماك المتعفنة غطيت بأوراق النبات المعطر، فإن رائحة النبات ستكون كريهة جدا.  ذلك أن الفرد يصبح سوي و غير سوس تبعا لمن يعاشرهم من الأصدقاء.

إرسال تعليق

0 تعليقات