قصة السباك والنبيل


قصة السباك والنبيل

قصة جميلة تعود لعهود قديمة حدثت...

كان هناك رجل متواضعا يعمل عند أحد النبلاء ويأخذ أجرته يومياً بمقدار عشرة آلاف دينار ، وفي يوم من الأيام جآء النبيل إلى السباك ليخبره أنه قد قرر بيع المحلة، لأنه يريد السفر الى مدينة اخرى وبالتالي فقد استغنى عن خدماته وأراد مجازاته فأعطاه مبلغاً جيدا من المال غير أن السباك عارضه بالرفض ذلك وفضل أجره القليل الذي تعود أن يأخذه كل يوم مقابل عمله وجهده والذي يرى بأنه يساوي مقدار اتعابه.

وأمام انصدام النبيل واستغرابه أخذ السباك العشرة الاف دينار وانهى راجعا إلى مسكنه ، ظل بعدها يبحث عن عمل ولكنه لم يفلح وقد احتفظ بالعشرة الاف دينار ولم يبذرها أملاً في أن تكون سندا له يوماً من الأيام .
وكان هناك في تلك المدينة رجل تاجر يعطيه الناس أمولاً فيسافر بها ليجلب لهم البضائع وعندما حان موعد سفره أقبل عليه الناس كالمعتاد يعطونه الأموال ويوصونه على بضائع مختلفة فكر السباك في أن يعطيه العشرة آلاف دينار عله يشتري له بها شيئاً يعينه ، فحضر في من حضروا وعندما رحلو الناس عن التاجر أقبل عليه السباك وأعطاه العشرة آلاف دينار سخر التاجر منه وقال له ضاحكاً : ماذا سأحضر لك بعشرة الاف دينار؟
فأجابه السباك: خذها معك وأي شيء تجده بعشرة الاف دينار أحضره لي .
استغرب التاجر وقال له : إني ذاهبٌ إلى تجار كبار لا يبيعون شيئاً بعشرة آلاف دينار هم يبيعون أشياء ثمينة .
غير أن السباك أصر على ذلك وأمام إصراره الشديد وافق التاجر.


ذهب التاجر في تجارته وبدأ يشتري للناس ما ارادوه منه كلٌ حسب طلبه وعندما انتهى وبدأ يراجع حساباته لم يتبقى لديه سوى العشرة آلاف دينار التي تعود للسباك ولم يجد شيئاً ذا قيمة يمكن أن يشتريه بعشرة آلاف دينار سوى ديكا سمين كان صاحبه يبيعه ليتخلص منه فأشتراه التاجر وقفل راجعاً إلى بلاده.

وفي طريق عودته مر على مدينة فأراد أن يستريح فيها وعندما دخلها لاحظ سكان القرية الديك الذي كان بحوزته فطلبوا منه أن يبيعهم إياه واستغرب التاجر اصرار أهل القرية على ضرورة أن يبيعهم الديك فسألهم فأخبروه بأنهم يعانون من كثرة الحشرات التي تأكل محاصيلهم الزراعية ولا تبقي عليهم شيئاً وأنهم منذ مدة يبحثون عن زوج من الدجاج لعله يساعدهم في القضاء عليها وأبدوا له استعدادهم بشراء الديك بوزنه ذهباً وبعد أن تأكد التاجر من صدق كلامهم وافق على أن يبيعهم الديك بوزنه ذهباً.

عاد التاجر إلى بلاده وأستقبله الناس وأعطى كل واحدٍ منهم أمانته حتى جآء دور السباك فأخذه التاجر جانباً واستحلفه بالله أن يخبره عن سر العشرة آلاف دينار ومن أين حصل عليها استغرب السباك من حديث التاجر ولكنه حكى له القصة كاملة عندها أقبل التاجر يقبل السباك وهو يبكي ويقول بأن الله تعالى قد جازاك خيراً لأنك قنعت برزقك الحلال ولم ترضى زيادة على ذلك وأخبره ماجرى وأعطاه الذهب.

هذا معنى القناعة والرزق الحلالين .. أن تترك بعض الحلال تجنبنا الحرام.

إرسال تعليق

0 تعليقات