قصة الحاسد والمحسود

قصة الجار الحاسد والجار المحسود
قصة الجار الحاسد والجار المحسود 

 قصةالجار الحاسد والجار المحسود 2020


يحكى أن هنالك كان رجلا طيبا يسكن أحدى القرى في زمان قد مضى ،ويحكى أن هذا الرجل كان قانعا حد القناعة وشاكرا ،وراضيا بما قسم الله تعالى له ولعائلته.

وكان لهذا الرجل الطيب جارا قريبا من بيته ،وكان هذا الجار سئ الخلق ،وشريرا ولا يقنع بما قسمه الله تعالى له .ولا يغض البصر على ما في يدي جاره، ولا يكف أيضا عن حسده في النهار أو في الليل .وقد وصل به الحسد الى عدم قدرة على تناول الغذاء أو حتا نومه .

وكل هذا الحسد ولاكن جاره الطيب غافلا عن أفعال جاره الحسود عديم القناعة ،وحسده له .وكلما زاد الشرير الحسد لجاره وأكثر في أذاه تحسنة حالته وزاده الله من نعمه .

وفي أحد الأيام علم الجار الطيب أن جاره يحسده ،ويطلب أذيته ، فأسى لذلك أسا شديدا وقال لنفسه لم أكن أعلم بسوء جاري الى هذا الحد،لدرجة أنه يتمنى ليي المصائب وتردي نعمتي .

فقال الجار الطيب في نفسه:-والله لا أبقى في هذه القرية مع هذا الشرير ،سأرحل من هذ القرية. وهكذا رحل الرجل المحسود من القرية الى قرية أخرى بعيدة جدا .لكي يتخلص من جاره الحاسد.

وأشترى الرجل المحسود مساحة من الارض في تلك القرية ،وشيد فيها دارا وعاش فيها .وكان في تلك الارض بأرا مهجور فعمره الرجل وعاش فيها بعبادة الله تعالى ويترحرم على الفقراء والمحتاجين . حتا أنتشر صيته وخبره بين الناس ،فاحبوه لصلاحه وتقواه .

ومع مرور الأيام والشهور ازداد المحسود نعما، حتى أصبح من أثرى أثرياء تلك القرية. وتجمع حوله عدد كبيرا من الفقراء والمحتاجين ،حيث قام المحسود بانفاق من أمواله عليهم وبنا لهم الديران حول بيته .فعاشو يخدمونه ويفدونه بارواحهم .

وفي أحدى الأيام علم الجار الحسود الشرير بما أصبح عليه حال ووضع المحسود ،والغنى الذي صار فيه في قريته الجديدة .فزاد حقده عليه وقرر أن يرحل إليه ليشاهد بام عينه ما أصبح عليه من غنا ونعمة ورضى الناس عليه بسبب أيمانه وتقواه .

وصل الحاسد الشرير الى منزل جاره المحسود في قريته التي سكن فيها، فأستقبله بأفضل استقبال واكرمه .وبعد أن أكل الحاسد وشرب وأستراح من السفر ،قال لجاره المحسود لك عندي خبر سار وهو سبب قدومي إليك .

فقال الجار المحسود:-ما هو الخبر السار يا أخي ،فقال الحاسد في شرا ومكر :-لا أقدر بأن أخبرك به هنا مع وجود هذا العدد الكبير من الفقراء والمحتاجين .فقم بنا نختلي بعيدا حتا لايسمعنا أو يرانا أحدا منهم.

فقال المحسود كما تفضل يا أخي دعنا نختلي بعيدا لوحدنا ،فقام المحسود واختلى بجاره الحاسد بعيدا ،وهو لا يعلم ما دبره له من خدعة وكيد .ثم وصلى الى البأر المهجورة فاتنهز الحاسد أنشغال بالكلام معه فرماه بالبأر ،فضن أنه قد قتله ومحاه للأبد .

فغادر المكان وقد قلة نيران حقده وحسده على جاره ،الذي كان دائما يحسده .أما ما الذي حصل للجار المحسود فقد كانت معجزة رهيبة .فقد كان هذا البأر المهجور مسكون بقبيلة من الجن الصالحين ولذلك عندما سقط الجار المحسود بالبأر تلقوه وحملوه على أيديهم حتا لا يقع على الصخور فيموت. 

ثم أجلسوه في داخل البأر وقالو لبعظهم هل تعرفون هذا الرجل الصالح فقال أحدهم هذا الرجل الصالح هو جار الحاسد الشرير الذي هاجر مبتعدا عن جاره الحسود وسكن قريتنا وسرد قصته بالكامل على بقية الجن فقال أحدهم أن ملك هذه القرية سيزور بيت هذا الرجل الصالح غدا ليتبارك منه ويلطلب منه أن يدعي الى أبنته المريضة التي عجز الحكماء على علاجها .

فقال أحد الجنون :-وماهو مرض أبنت الملك ؟؟فقال أحدهم أنها مصابه بالجنون وهذا مرضا سهل وعلاجه موجود في يد هذا الرجل الصالح .وقال أحد الجنون :-وكيف لهذا الرجل الطيب المقدرة على علاجها ؟؟فأجابه أحدهم أن لهذا الرجل الطيب قطا أبيض في بيته في أخر ذيله قطعة سوداء صغيرة. 

وكل ما على هذا الرجل الطيب هو أن يأخد خمسة شعرات سود من ذيل القط ويبخر بها أبنة الملك .فإنها بعد ذلك تتخلص من ذلك الجني المارق الشرير فتطيب من للأبد . فسمع الجار المحسود الطيب كل ما دار من حديث بين الجنين عن علاج أبنة الملك .

وفي الصباح ساعده الجن على الخروج من البأر المهجور،فذهب إلى بيته وأمسك بالقطع وأخذ من ذيله الشعرات وحفضها في جيبه وبعد قليل قدم الملك إليه برفقة وزرائه. فرحب الجار المحسود بالملك ومن معه ،فقال للملك هل تسمح لي ياسيدي لاخبرك بسبب قدومك الي ؟! فتعجب الملك وقال :-أعلمني أيها الرجل الطيب !!فقال الجار المحسود:-لقد قدمت لي ياسيدي لطلب العلاج لابنتك!! فزداد تعجب الملك وقال :-بالتاكيد هذا ما جأت من أجله أيها الطيب.

فقال الجار المحسود:-أرسل أحدا لاحضار أبنتك الى هنا يا سيدي ،فاتمنا من الله تعالى أن تشفى أبنتك على يدي .ففرح الملك وارسل أحد لاحضار أبنته ،فلما قدمت أبنة الملك إليهم أخرج الرجل الطيب الشعرات واحرقهن ثم بخرها بهن .فتعافة البنت بسرعة وزال الجنون .ففرح الملك بشدة ثم قال لمن حوله لقد شفى هذا الرجل الطيب أبنتي ،وساكافأه على ذلك ،فقال أحد الوزراء للملك أن أفضل مكافأة ياسيدي هو أن تزوجها من هذا الرجل الطيب لأنه علاجها فلا يستحقها أحدا غيره.

فقال الملك للوزير :-حقا كلامك صحيح فمن عالجها أحق بها .فتجوز الجار المحسود أبنة الملك ،وبعد فترة توفى الملك فعين الوزراء الرجل الطيب زوج أبنة الملك ملكا. وكان حكمه خيرا على الناس .وفي يوم من الأيام ذهب الملك الجديد يطلع على أرجاء مملكته وفي أثناء ذلك رأى جاره الحاسد فعرفه، فأمر أتباعه بأحضار هذا الرجل من دون أن تخيفونه .

فلما أحضرو الجار الحسود وأوقفوه أمام الحسود الذي صار ملكا ،فقال له هل عرفتني؟انا جارك الذي طالما حسدتني ،ولكثر حسدك وشرك لي أصبحت ملكا بالاخير .وقال له :-لقد عفوة عنك !!على الرغم من حسدك لي ومحاولة قتلي برمي في البأر.فأمر الجار المحسود الذي صار ملكا خدمه بصرف الأموال على جاره الحاسد وأن يدعوه يرحل.

إرسال تعليق

0 تعليقات