قصة الرجل البخيل والرمان


قصة الرجل البخيل والرمان 

ذات يوم قدم رجل هرم من السهول البعيدة إلى إحدى القرى، كان ذلك الرجل قد سار مسافة بعيدة جدا وكان قد أنهكه السير لكل تلك المسافة فشعر الرجل الفقير بالعطش الرهيب، وبعدها بلحظات سقط على الأرض من كثرة العناء والعطشه الشديدين، لم يستطع الرجل أن يخطو خطوة واحدة فتمنى حينها رمانة كبيرة واحده يسطيع أكلها لتروي عطشه ليتمكن من إكمال طريقه والوصول إلى حيث يريد لتحقيق ما يصبو له.

وفجأة بينما كان الرجل الهرم ملقى على الأرض لا يستطيع النهوض تدحرجت رمانة كبيرة بجانبه فتعجب الرجل وظن أن الله استجاب له ولكن صاحب الرمانة امسك بها على الفور، سأله الرجل الهرم ليعطيها إياه ولكنه رفض إلا أن يعطيه الدراهم مقابلها، وكيف له أن يعطيه دراهم وهو لا يملكها ، وما كان من الرجل إلا أن توسل إليه من شدة العطش الذي يشعر به ولكن البائع لم يستجب لجميع توسلاته إذ أنه كان ميت القلب ومحبا كثيرا للدرهم ولا يملك أي رحمة بقلبه.

وفي تلك الوقت مر رجل من رجال القرية فرأى الرجل الهرم ملقي على الأرض فاقترب منه ليطمئن عليه، وعندما علم بأن ما به من اوجاع بسبب عطشه الكبير تلفت الرجل يمينا شمالا فلم يرى إلا بائع الرمان فأخرج دراهمه ولكنها لم تكن كافية لشراء رمانة واحدة صغيرة حتى، فحمل رجل القرية الحسن الرجل الهرم وذهب به إلى بائع الرمان ليرطب قلبه ويحن فيعطي الهرم رمانة واحدة حتى وإن كانت اصغر من فيهن، ولكنه رفض وأخبرهم بأن بضاعته ليس بها الصغيرة وأنه لن يعطيهما دون دراهم أو شي.

غضب الرجل الكريم وصار ينادي بعالي صوته وبكل ما أوتي من قوة ليسير سخط أهل القرية على ذلك البائع البخيل ومن ثم نزع طاقية رأسه وطلب من كل الموجودين مساعدته على إنقاذ ذلك العجوز الفقير، فكل واحد منهم وضع بها ما استطاع عليه، وكانت النتيجة أن الرجل الكريم تمكن من جمع الكثير والكثير من الدراهم التي ألقاها على وجه السرعة في وجه البائع البخيل لدرجة أن كل مال سقط قام بجمعه والرجل لم يأخذ إلا رمانةواحدة وعلى الفور وبسرعة فائقة أعطاها للعجوز الهرم الذي قام باكلها ولم يترك بها شيئا إلا بذرة واحد.



قام العجوز الفقير بعدما جمع كامل قوته وصحته بعد أكله لتلك الرمانة بإخراج فاسا من حقيبته وعمد إلى حفر حفرة صغيره بالأرض التي يقف عليها، ووضع بها تلك البذور وقام بريها وحالما وضع عليها قطرات الماء تفرعت على الفور الجذور وسيقانها واوراقها، ومن ثم ابحت شجرة كبيرة جدا امتلأت باالطلع التي تحولت سريعا إلى ثمار رمان حلوة وشهية وملفتة للأنظار، فتعجب كل الحاظرين مما فعله ذلك الهرم، فقال العجوز لكل الحاضرين: “هذا من عواقب طيبي القلب، كل واحد منكم يحمل ما يستطيع من تلك الثمار الطازجة”.

قام جميعهم بحمل ما استطاع من ثمار الرمان، وملأ العجوز كيسا كبيرة بأحسن الثمار وأعطاها لرجل القرية حسن القلب كرد له الجميل وأخبره قائلا: “لن أنسى ما فعلت لي بيوم من هذه الأيام”.

تبسم رجل القرية وشكر الرجل الهرم الفقير على ما فعله من زرع شجرة في لا وقت؛ وبعد مرور وقت ليس بالطويل كان سكان القرية قد حملوا كل ثمار الرمان من الشجرة، وبسبب ما عمله العجوز بتقديم ثمار الرمان الكثيرة والحلوة لكل من بالقرية كسدت تجارة البائع الرذيل وفسدت كل ثمار الرمان التي معه، وأهل القرية استمروا في أكل تلك الثمار ولم تفسد لعدة اسابيع؛ ومن ثم قام العجوز بقلع الشجرة وحملها وذهب راحلا في استكمال طريقه إلى السهول البعيدة من جديد.

إرسال تعليق

0 تعليقات