قصة الحطاب الأمين والغني

قصة الحطاب الأمين والرجل الغني 

قصة الحطاب الأمين والرجل والغني 

السلام عليكم، سأحكي لكم اليوم قصة الحطاب الأمين ،وهي قصة تدور حول حطاب أمين ولاكنه فقير ،وكيف تغير حاله من حال إلى حال ،بعد أن كان فقيرا .

كان يا ماكان في قديم الزمان، كان هناك حطاب أمين فقير الحال اسمه حارث يعمل عند أحد الرجال الأغنياء في بلاد يقال لها بلاد الحطب ،حيث كان نشيطا يكمل عمله على أحسن وجه ،بدون تكاسل او تخاذل ،ولكن الرجل الغني كان شديد الملحة ولا يرضيه أي من الأعمال التي ينجزها الحطاب حارث.

وفي يوم من الأيام رجع الحطاب حارث بعد أن أنجز عمله بجمع الحطب الى بيت الغني ومعه نصف حمل من الحطب، فلما وصل إلى بيت الغني حط حمله من الحطب الذي جمعه ،فرأه الرجل الغني فقدم إليه ليرى ما أنجزه من جمع الحطب ،فلما رأى الحطب الذي جمعه الحطاب حارث قليلا جن جنونه وبدأ يصيح في وجه الحطاب :-اين بقية الحطب ؟!هل بعته على غيري؟ ام انك سرقته ؟!!

فرد عليه الحطاب حارث:-السرقة والخداع الومكر ليس من طباعي!!ولكني لم أقوى اليوم على جمع المزيد من الحطب ،بسبب صداع في رأسي، وهذا هو السبب ياسيدي،فرد عليه الرجل الغني:-كلامك هذا لا يقنعني ولا يدخل في عقلي !! عليك بقول الحقيقة والا لا عمل لك عندي بعد اليوم ،فقال له الحطاب:-لقد حكية لك ما جرى لي وما اصابني من صداع في رأسي،ولم أكن لاكذب عليك لو فعلة شيئا آخر.

وبعد كل ما قاله الحطاب لم يصدق به الرجل الغني ،حيث أصر الرجل الغني على أن الحطاب فعل فعلا نكرا، فقال له الحطاب والله لا يملأ عينك إلا التراب ،أنا تارك العمل عندك من ألان وسأحبث عن عملا إخر ،فرجع الحطاب الى بيته وأخبره زوجته انه ترك العمل عند الرجل الغني ،وبعد فترة قليلة من الزمن قرر الحطاب أن يسافر إلى بلاد أخرى ليعمل فيها ،فشد الرحال وأبتعد عن بلاده هو وعائلته،وبعد مسير عشرة أيام وصل الحطاب الى أحد القرى ،فقرر أن يحط الرحال فيها.

وفي صباح اليوم التالي خرج ليرى أحدا يعمل عنده ،فمر بأحد الحانات فسمع رجلين يتحدثان، حيث يقول أحدهما للاخر من أين نحصل على حطاب يكون أمينا ونشيط،فتقدم الحطاب نحوهما وألقى عليهم السلام ،وقال لهم سمعتكم تتحدثون عن حطاب نشيط ،فقال الرجلان نعم ياسيدي، فقال لهم انا حطاب ،وأجيد هذه المهنة منذ زمنا طويل،ففرحا الرجلان وقالو له ستعمل لدينا من الصباح التالي، ففرح الحطاب أيضا بهذا العمل الجديد.

وفي اليوم التالي استيقظ الحطاب نشيطا ،ثم ذهب لجمع الحطب ،وبعد منتصف النهار رجع ومعه حملا جيدا من الحطب ،فذهب به الى الرجلين وسلمهم الحطب فقبلا الرجلين بعمل الحطاب ،ولكنهما اتفقا على أن يختبرو أمانة وصدق الحطاب ،حيث فكرو أن يتركون كيسا من النقود بجانب الحطاب ،بعد أن يذهبان له وهو يعمل ،وفي اليوم التالي ذهبا الرجلين الى حيث يعمل الحطاب بجميع الحطب ،فالقو عليه السلام وتحدثو معه قليلا ثم رحلو عنه .

وبعد أنصراف الرجلين انتبه الحطاب الأمين الى مكان الرجلين فلاحظ وجود كيسا مملوء بالنقود ،فقال الحطاب في نفسه:-بالتاكيد هذه النقود تعود للرجلين فهي بالتأكيد سقطة من أحدهم أثناء حديثهم معي،وبعد أن أكمل الحطاب عمله أخذ حطبه وذهب به للرجلين ،فلما وصل إليهم وجدهم حزينين ويأسين، فسألهم الحطاب مابكم؟؟لماذا أنتم حزينين من غير عادتكم؟؟فقالو له لقد اضعنا نقودنا، ولانملك غيرها فهي تعب عمرنا ،وقد راحت،فأخرج الحطاب كيسا من النقود وقال لهم لاتحزنو هذه نقودكم فقد وجدتها في مكانكم،فنظرى الرجلين أحدهم للآخر وتظاهرى بالفرح والبهجة لرجوع أموالهم، حيث شكروا الحطاب الأمين وأشادو بأمانته وصدقه،وبهذا تأكدا الرجلين من أمانة الحطاب.

وبعد مدة السنتين تحسنة أحوال الحطاب الأمين ،فقر أن يعود إلى بلاده ،فأستاذن من الرجلين ،فسمحو له وشكروه على أمانته وعمله .وفي اليوم التالي سار عائدا إلى بلده ،وبعد عشرة ايام وصل الحطاب الى بلاده،بلاد الحطب .وبعد أن فترة من الوقت سأل الناس عن أحوال الرجل الغني ومن ومن عمل معه بعد أن تركته .فقالو له الناس:-لقد قلة ثروته بعد أن تركته ،فلم يجد حطابا أكثر أمانة منك ،فكل من أتى به كان ضعيف النفس فيسرقه أو يغشه،فقالو له أيضا أن الرجل الغني صار يلوم نفسه على ما بدر منه بأسائة لك ، وأخذ يشيد بأمانة.

الحكمة من هذه القصة أن الإنسان الأمين يعتبر كنز ثمين في كل مجتمع لا يعوض بالذهب.


                            《النهاية 》  

إرسال تعليق

0 تعليقات