قصة نبي الله شعيب عليه السلام كاملة

سأحكي لكم اليوم قصة سيدنا ونبينا شعيب عليه السلام بشكل مفصل وكامل


في قديم الزمان عاش نبي الله شعيب عليه السلام ،وبعثهُ الله آلله سبحانه وتعالى الى أهل مدين ،مدين هذه مدينةٌ قريبة من أرض معانة في الأردن .وشعيب عليه السلام من الأنبياء العرب وقد عاصر أبراهيم عليه السلام وأمن به يوم أحرق بالنار ،وهاجر معه ودخل معهُ دمشق .كان أهل مدين كفاراً يقطعون السبيل ويخيفون المارة ،ويعبدون شجرة الأيكة .حاول شعيب عليه السلام هدايتهم، فهاهو يأتي إلى نفراً منهم يدعوهم لعبادة الله سبحانه وتعالى ،وترك ما يفعلون من الشرك فقال لهم شعيب عليه السلام مبيناً لهم طريق الحق :((يا قوم، أني أدعوكم لعبادة الله وحده لا شريك له ،الله الذي كثركم بعد أن كنتم قلة ،وأعطاكم من النعيم الكثير )).

فما كان ردهم على سيدنا شعيب عليه السلام؟ 


فردوا على سيدنا شعيب عليه السلام بقولهم :نحن نعبد الأيكة ،وهذا ما وجدنا عليه أبائنا ،فأجابهم سيدنا شعيب عليه السلام :أنها لا تضر ولا تنفع ،فهي مخلوقٌ من مخلوقات الله تسبح بسمه .يا قوم ،أتتركون عبادة الخالق لعبادة المخلوق ؟! يا قوم أن الله جعل لكم عقولاً ،فكيف تستبدلون شجراً بخالق شجر .فردوا عليه بقولهم :لا شأن لك بنا يا شعيب ،ولقد سمعنا أنه مستاء منك أمولاتنا ،أحقاً مايقول يا شعيب؟! فأجابهم سيدنا شعيب عليه السلام :أنكم تقطعون الطريق ،وتخيفون الناس وتأخذون أموالهم بالباطل ،فهذه أعمالٌ مشينة ومن يفعل ذلك يلقى العذاب الشديد من الله عز وجل .فقالوا :هكذا أذن ،فقال سيدنا شعيب عليه السلام :نعم ،أنكم تبخسون المكيال والميزان وتطففون فيهما وهذه أفعالٌ نهئ الله عنها .


فقالو له :هل يأمرك ربك بأن نترك تعاملاتنا ،التي ورثناها عن أبائنا .فأجابهم سيدنا شعيب عليه السلام بثقة :نعم ،وأني أول ملتزم بما أقول وسأفعل ما أمركم به وأنتهي عما نهاكم عنه ،فردوا على سيدنا شعيب عليه السلام بقولهم :وماذا عن الأيكة يا شعيب؟ أنك لرجلاً ضعيف فلا تحاول أن تردعنا عما نحن فيه! ولولا قومك وأهلك الذين نحسب لهم شأناً لعذبناك وقتلناك .فقال شعيب عليه السلام وقد شعر بالأسفل لما سمع :أتتركوني أكراما لا هلي ؟! وليس أكراماً لله ،أنكم والله لفي ضلال ،يا قوم ألا تخافون أن يصيبكم ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح أو حتا قوم لوط الذي أنتم قريبي عهداً بهم ،فأتقوا الله يا قوم .

لماذا خاف القوم من سيدنا شعيب عليه السلام ورفاقه؟

خاف القوم من أن يكثر عدد المؤمنين فيشتد عودهم ويصبحون قوتاً لا يستهان بها ،فلا يستطيعون مجابهتهم .فطلبوا من شعيب عليه السلام أن يعود ومن معهُ الى ملتهم ،فهاهو أحدهم يقول له :يا شعيب ،سنخرجك أنت ومن معك من قريتنا الى أذا رجعت أنت ومن معك الئ عبادة الأيكة ،ورجعتم للتعاملات التي أعتدنا عليها !! فأجابهم سيدنا شعيب عليه السلام :أتريدوننا أن نعود حتى لو كنا كارهين لما أنتم عليه ؟! أن من أمن بالله وذاق حلاوة الإيمان ،وعرف ما أنتم عليه من ضلال لا يرجع عن أيمانهِ أبداً .فقالوا له :أن لم تعودوا لما أنتم فيه سنطردكم من قريتنا .

فقال سيدنا شعيب عليه السلام :أن الله هو العاصم لنا ،وأليه جميع إمرنا .أستمر شعيب عليه السلام في دعوة قومه الى الإيمان بالله عز وجل وترك وترك ما هم فيه من ظلالة ،حتى يرجعوا الى ربهم الغفور الرحيم ،فهو يتوب على التائبين النادمين على أخطائهم ولكنهم أمعنوا في الكفر وأتهموه بأنهُ مجنون أو أنه ساحر .أثر في عقول بعضهم وقالوا لهُ :ما أنت الى بشراً مثلنا ،تأكل كما نأكل وتشرب كما نشرب فهل يعقلُ أنك من الأنبياء المبعوثين ،فأنك كاذب ومخادع .فأجابهم سيدنا شعيب عليه السلام :أن الله يعلم أني رسولهُ إليكم ،فردوا عليه بقولهم :أذا كنت حقاً ما تدعي ،فأطلب من ربك أن ينزل بنا العذاب .فلما يأس سيدنا شعيب عليه السلام ،وتيقن أن لا فائدة ترجى منهم أستنصر ربهُ في تعجيل ما يستحقونهُ من العذاب .

فنصر الله تعالى رسوله شعيب عليه السلام ،فأصاب قومهُ الحر الشديد ،ومع الله عنهم الهواء سبعة أيام وأرسل لهم سحابتاً ضنوها تقيهم حر الشمس فلما تجمعوا تحتها رمتهم بشرار النار ورجفت بهم الارض ،وتزلزلة تحت أقدامهم وهتزت أهتزازاً شديداً ،فماتوا جميعهم إلا سيدنا شعيب عليه السلام ون أمن معه،ولما رأى سيدنا شعيب عليه السلام ما حل بقومهُ أسف عليهم ورحل عن ديارهم .ومات عليه السلام في مكة المكرمة هو ومن معه من المؤمنين ،وقبورهم غربي الكعبة.



إرسال تعليق

0 تعليقات