قصة نبي الله عيسى عليه السلام كاملة

سأحكي لكم اليوم قصة نبي الله عيسى عليه السلام كاملة


قصة نبي الله عيسى عليه السلام كاملة


كان يا ماكان في قديم الزمان، عاش رجل من بني إسرائيل أسمه عمران ويعود بنسبه الى سيدنا داوود عليه السلام ،كان عمران هذا صاحب صلات بني إسرائيل في زمانه. وتزوج من حنة بنت فاقود وهي من العابدات. وكان زكريا عليه السلام نبي ذلك الزمان وهو زوج أخت حنة زوجة عمران ،حملت حنة فدعت الله وهي حامل ،ونذرة ما في بطنها لعبادة الله عز وجل وطلبت من الله القبول ،وعندما وضعتها قالت :((ربي أني وضعتها أنثى وأني سميتها مريم وأني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ))، نذرت حنة مريم لبيت المقدس .


وبالغعل كانت مريم عابدتا لله مطيعتا له ،لا تعصي أوامره وكان قد كفلها سيدنا زكريا عليه السلام زوج خالتها .فكان عليه السلام كلما دخل اليها المحراب وهي تقوم بالصلاة وجد عندها الرزق الوفير ،فكان عليه السلام يسألها :يا مريم من أين لكي كل هذه النعم ؟ فكانت ترد عليه :كل هذه الخيرات من عند الله سبحانه و تعالى .وفيها يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :((خير نساء العالمين أربعة ،مريم بنت عمران ،وأسية أمرأه فرعون ،وخديجة بنت خويلد ،وفاطمة بنت محمد رسول الله ))صلى الله عليه وسلم .

وذات يوم، وبينما مريم عاكفتا تتعبد لله سبحانه و تعالى فأذا برجلا أمامها فخافت منه فقد ظنت أنه يريد أذيتها ،والمس بطهرها وعفتها فسألته مريم عليها السلام بخوف : من أنت يا رجل؟ وماذا تريد مني ؟ فقال الرجل :أنا يا مريم رسول ربك ،بعثني الله تعالى لك لابشرك أنك ستلدين غلاما طاهرا زكيا من غير زواج . دخلت الطمأنينة الى نفس مريم البتول ،فقد عرفت ان هذا الرجل ملكا من السماء وأنه لن يأذيها .ولكنها فكرت في قوله :انه جاء يبشرها بغلاما طاهرا زكيا ،فقالت في نفسها :يا الله ،كيف يكون لي ولد ولم يمسسني بشر ! 

فجائها جواب الله تعالى وقد بشرها الله سبحانه و تعالى بأنه سيعلم ولدها الكتابة والحكمة والتورات والإنجيل ،وأنه سيكون رسول بني إسرائيل وسيأيدهو بالكثير من المعجزات التي تدل على صدق رسالته. ومرت الأيام وظهرت على مريم العذراء علامات الحمل وأخذ بطنها يكبر ،وأخذ الخوف والقلق يعتريانها ،فهي الطاهرة العفيفة الشريفة التي لم تتعود على مثل هذه الأمور. قالت مريم عليها السلام وهي تعبد ربها في محرابها :يا الله أسترني ولا تفضحتي ،يالله أنا أمتك فهون عليّ مصابي .فأعتزل مريم عليها السلام الناس ،فذهبت إلى مكانا بعيد في مدينة الناصرة حتا تكون بعيدتا عن العيون .

وعندما حان موعد الولادة ،جلست مريم تحت نخلتا يابسة وهي تعاني ألم المخاض فولدت المسيح عليه السلام ،وهي حزينتا باكية تقول في نفسها :يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا .فقد تمنت الموت على هذا الموقف الذي هي فيه ،وبينما هي في حزنها سمعت صوتا يناديها -أن لا تحزني يا مريم -وأنظري أسفل منك تجدي الماء العذب يجري -وأنظري الى النخلة اليابسة تجديها قد أثمرت ،فأشربي الماء وأكلي الرطب حتا يقوى عودك وتستردي جزئا من صحتك .وأن قابلتي بعض البشر في طريقك ،فقولي أنك نذرتي الصوم لله سبحانه و تعالى وأنك لم تكلمي بعد هذا اليوم أنسا. 


قصة نبي الله عيسى عليه السلام كاملة

هدأت نفس مريم عليها السلام بعد الذي سمعته وغشيتها السكينة ،فحملت ولدها وذهبت به إلى قومها .فلما رأوها دهشو مما رأوا وغظبوا، فقالوا لها :يا مريم ما هذا؟ ما الذي تحملينه؟! لقد قمتي بأثم عظيم لا يساويه أثم! يا أخت هارون ما كان أخوك أمر سوئِِ ،وما كانت أمكِ بغيا ،فكيف فعلت هذا؟! فقالت مريم عليها السلام :أني نذرت للرحمان صوماً فلم أرد عليكم ،وأن أردتم معرفة الحقيقة فسألوا ولدي .فدهش القوم من كلام مريم عليها السلام وأزدادو خيرتاً على حيرتهم .

فقالوا :يا مريم ،كيف تطلبين منا أن نكلم هذا الطفل الصغير؟! وهل يستطيع الكلام من كان في عمره !! فندهش القوم ونعقدت ألسنتهم أمام المعجزة العظيمة ،وعلموا أن لهذا الطفل شأناً عظيماً .كبر عيسى عليه السلام وصارت دلائل نبوته تظهر عليه ،فهو يعلم ما خفي بأذن الله وفاق علمه علم معلميه ،ومن ثم دخل مع إمه بيت المقدس .فرئ انتشار الفساد والظلم وتنافر الناس، فلما بلغ الثلاثين من عمره تلقى الإنجيل الذي جاء مصدقاً للتورات التي قاموا بني إسرائيل بتحريفها . فأخذ عيسى عليه السلام يدعو الناس إلى عبادة الله وأجتناب نواهيه ،فأحل عليهم بعض ما حرم عليهم بالتورات .

كان عيسى عليه السلام في جمعِِ من الناس فقال لهم :يا أيها الناس ،أني أدعوكم لعبادة الله وحده ونبذ الظلم ،وترك الفسق والطغيان يا أيها الناس أني جأت مصدقاً لرسالة موسى عليه السلام ،فعودوا الى حقيقة الرسالة .عودو الى الإسلام حتى تفوزوا يوم القيامة .فقالوا له :يا عيسى، ما أنت بنبي ! ونحن نعلم بأنه لا يوجد حساب ولا عقاب ولا حشر ، وقال بعضهم :والله أنه لصادق ويدعونا لغيرنا ،نعم والله نصدقك يبن مريم .فتجمع حول عيسى عليه السلام كثيراً من الناس فأمنوا به وأيده الله سبحانه و تعالى بالكثير من المعجزات ،فهو يخلق من الطين الطير وينفخ فيه فيصبح حياً بأذن الله ويشفي الأعمى والابرص ،ويحي الموتى بأذن الله ويخبرهم ما يدخرون. 

كفرت طائفة من بني إسرائيل وأمنت طائفة ،ولما ضاق عيسى عليه السلام بالطائفة الظالة سأل من أمن معه :من أنصاري الى الله ،فقال الحوائريون :نحن أنصار الله .خرج عيسى عليه السلام وأنصاره الحوارئريون من مدينتهم وهم ملتفون حوله يدفعون عنه الاذى ،ويتبعونه على ما جاء به من عند الله سبحانه و تعالى .فساروا الى أن وجدوا أنفسهم في صحراء قاحلة ليس بها طعام أو ماء ،فشعروا بالجوع والعطش الشديدين .ولما لم يستطيعوا تحمل ما حل بهم من الجوع والعطش ذهبوا إلى عيسى عليه السلام فقالوا له :يا عيسى ،أدعو لنا الله جلت قدرته أن ينزل علينا مائدة من السماء، فسأل عيسى عليه السلام :لماذا تطلبون هذه المعجزة ؟ ألم تصدقوا ما بعثت به من معجزات ،فقالوا :يا عيسى، نحن نأمن بالله وأنك أنت رسوله ولا نطلب المعجزات لاكننا شديدي الجوع والعطش .

وما طلبنا منك هذا الطلب إلى لنحافظ على أنفسنا من الهلاك ،وحتا تطمأن قلوبنا بالإيمان .فلما أحس موسى عليه السلام بأصرارهم على طلبهم ،دعى ربه قائلا :((اللهم ربنا أنزل علينا مائدتِِ من السماء تكون لنا عيدا لاولنا وأخرنا وأيتاً منك وأرزقنا وأنت خير الرازقين )) فأستجاب الله تعالى لرسوله عيسى عليه السلام ،وأنزل عليهم مائدتاً من السماء ،ولكن الله حذرهم من أن من يكفر منهم فسوف يعذبهُ عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين . فأكل الحواليون وشربوا منها فزاد أيمانهم ،ولما سمع الناس بهذا دخل خلقٌ كثير في الإيمان الذي هو الدين الذي جاء به عيسى عليه السلام .فأزدات قوة عيسى عليه السلام ،فقد أزداد أنصاره ومؤيدوه .

قصة نبي الله عيسى عليه السلام كاملة


الى أن اليهود أزدادو كفراً وغيضاً وحرضوا عليه ملوكهم ،فهاهم نفراً من اليهود عند أحد ملوكهم فقالو له :سيدي وملكنا ،أن عيسى رجلاً مثيراً للفتن يريد أن تسود الفوضى بلادك ،وأنه أيضا يحرض الناس عليكم .بدأت الدهشة على الملك ،فقال :لاقتلنه وأجعله عبرتاً لمن تسول له نفسه عصياني ،فقالوا :يا مولاي، أنه طامع في ملكك فأزداد غضب الملك الذي أخذ يتوعد ويتهدد ،فأمرهم بأحضاره لهُ ليجعله عبرتاً للناس .ولكن لم يستطع اليهود أن يحضروا عيسى عليه السلام فأرسلوا جواسيسهم ليعرفوا أخباره ،وأخذوا يشيعون بين الناس أن عيسى عليه السلام ساحر وكل ،وكل مالديه من المعجزات هي نوع من السحر سحر به عقول الناس .

الى أن الناس أزدادوا أيماناً بالله تعالى ورسول عيسى عليه السلام ،وذات يوم جاء رجلاً ضعيف من أتباعه الى نفراً من اليهود ،فقال لهم :أنا أعرف مكان عيسى ،فردوا :حقاً ،أين هو ؟! دلنا عليه فقال لهم :سأخبركم بمكانه ولكن يجب أن تعطوني من المال والذهب ،فقالوا له :سنعطيك ما تريد ،ولكن أخبرنا أخبرنا بمكانه .فأخبرهم الرجل بمكان عيسى عليه السلام ،فذهبوا الى الملك فأرسل معهم عداا كبيراً من الجنود لقتل عيسى عليه السلام .علم عيسى عليه السلام بما حدث ،فأختفى عن الأنظار لاكن الجنود عثروا عليه .الى أن الله حمى نبيه منهم فأخفاه عنهم ورفعه الله اليه .وألقى الله شبه عيسى عليه السلام على أحد الحوارين فضن الجنود أنه عيسى عليه السلام ،فالقو القبض عليه وصلبوه وهم يحسبون أنهم صلبوا عيسى عليه السلام .فأخبرنا الله تعالى بأن عيسى عليه السلام سينزل أخر الزمان فيدعوا الناس إلى الايمان بدين محمد صلى الله عليه وسلم. 

إرسال تعليق

0 تعليقات